في الميزان...المرجعية الدينية واتفاقية الصين

العراق والصين

في الميزان...المرجعية الدينية واتفاقية الصين

حسن يونس العقابي - تاريخ النشر : 2022-01-24 13:37:55

الدين عقيدة وايمان غيبي , والدين كواقع قيماً أخلاقية وبناء روحي , أما أبعاد القيم الدينية فهي علاقة واعية بمحيط المؤمن إن كانت أخلاقية تربوية او كانت أفعالاً في المجتمع من حيث الرأي والعمل , يجب أن لا يتخلى رجال الدين عن مسؤولياتهم ويكتفوا بالموعظة غير المنسجمة مع الواقع عندما لا تؤتي أكلها فمن المتوقع أن يبتعد الناس عن الدين ويبحثوا عمن يحقق طموحهم , وسيبحث المضطهدون عمن ينقذهم من جحيم الحياة وان كان الشيطان بعينه , معاناة الفقر كبيرة جداً والامام علي (ع)  قال :(( لو كان الفقر رجلاً لقتلته )) لم يقولها من فراغ , فلا يلومون الشعب حينما تسرق أحلامه المشروعة وتسحق كرامته وعندما يحترق الوطن ولا يتحرك احد , أكيداً سيأتي يوم ويثور الناس على القيم التي لم يجنوا منها شيئاً , بعض المتعصبين الذين لديهم الحس الوطني يظنون  ان رجال الدين رغم انهم غير معصومين من الوقوع بالخطأ إلا انهم دائماً على الحق عبر التاريخ الطويل للاسلام الشيعي , علما كان يوجد زعيم حوزة علمية للطائفة الشيعية قبل قرن من الزمن بدل مصطلح المرجعية ,  يكون أختياره غالباً من ابناء الشعب ليكون مرشداً عقائدياً وقائدأً سياسياً لهم , أما الان فبات الجميع يعرف المنطق الاستقرائي وهو ليس حكرا على احد , من خلال الدارسة وتعلم قواعد الفكر و السياسة , يتكون العقل الجمعي الذي سيكون مسؤولاً مباشراً عن الضياع وعن الاستقرار , إذا لم يكن الناس على وعي وثقافة في السياسية سيكونون هم الضحية ولا نريد الخطأ أن يتكرر عندما تخلت مرجعية السيد محسن الحكيم (قدس سره) عن ثورة 1958 وكان الانقلاب الأسود في 1963 الذي كان إلى هذا اليوم سبب معاناة العراقيين المستمرة بسبب كارثة  سقوط ثورة 58 الوطنية بيد المجرمين القوميين والبعثيين , لا يقتصر عمل رجل الدين على تربية الضمير وتثبيت القيم , هناك رجال من عوائل دينية دخلوا في مجال الصراع السياسي ولم ينجحوا في تقديم ما هو مطلوب منهم ولم يوظفوا القيم الدينية في خدمة الدولة والمجتمع , نحن ليس ضد ان يكون رجل الدين سياسياً ولنا تجربة الثورة الاسلامية الإيرانية حيث حول السيد روح الله الخميني ايران من دولة تابعة وخاضعة لقوى الإستكبار العالمي الى دولة ذات سيادة وإمكانيات متطورة على جميع الأصعدة ,  ودخول السيد علي السيستاني على الخط السياسي في أنقذ بفتواه الجهادية بلادنا من العصابات الإرهابية , يؤكد بما لا يقبل الشك ان الدين ضمير حي في وجدان الشعوب , ورجل الدين صمام أمان أيضاً للدولة والى المجتمع ولا ننسى أيضاً هناك رجال دين من أبناء مراجع فشلوا فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون سياسية لقلة خبرتهم ولانشغالهم في صراعاتهم الحزبية ومصالحهم الشخصية , علماً إن العلم لا يورث إنما يكتسب بالمثابرة , ولهذا فأن الحوزة الدينية  مؤسسة كبيرة من حيث عدد الوكلاء والمبلغين والطلبة لا بد أن يكون لها رأي في الأمور السياسية والاقتصاد , وان يكون هذا الحضور عملياً في الأمور الحياتية للمجتمع , ولا بد أن يسمع الناس صوت المرجع في الأمور المصيرية , ومنها تلك التي تغير مسار بلد وعدم السكوت على ما يضر الناس حتى وان يحاربك الجميع لأنك من أحفاد المصلحين , الذين يرفضون الباطل ولا يدخروا وسعا في مساعدة الآخرين , إن اتفاقية الصين هي مفتاح الفرج للجميع وبناء ميناء الفاو الكبير يحقق الاتفاقية المرجوة ومن يمنع ويماطل بتنفيذ هذا المشروع يحطم أمال الشعب ويدمر اقتصاد البلد , لا بد أن يكون صوت المرجعية مسموعاً في هذه القضية وتفرض واقعاً فيه مصلحة الوطن , لتستثمر طاقات محبيها في تنفيذ الأمور كي يصلح حال المجتمع فلماذا بعض الأمور السياسية المهمة هي بعيدة عنها وهي من وجهت بضرورة إجراء الانتخابات وكتابة الدستور ومحاربة داعش وهذه أمور سياسية , هناك ثيم وأسس يجب ان لا نغفل عنها في محاربة الباطل سياسياً , بتأكيد لا يكفي وكلاء المرجع الديني ان يقولوا لقد بح صوتنا وخصوصاً بالأمور المصيرية من مبدأ الحديث الشريف :(( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان )) تغير الوضع اقتصادياً وسياسياً في العراق ممكن من خلال المرجعية الدينية والدليل كلمة واضحة من المرجع الكبير السيد علي السيستاني (دام ظله) في جهاد الدواعش غيرت الكثير , لان الطاقة الكامنة موجودة تحتاج من يحركها , وانقاذ العراق من الفقر والحرمان ممكناً عبر تفعيل اتفاقية الصين ومشروع بناء الفاو وعدم جعل ثروة البلاد تحت تصرف صبية فاسدة همهم بيع البلد ولا تجيد لعبة السياسة بقدر جهلها بشؤون عقيدتها , الشعب والفقراء ينتظرون عملية الانقاذ من مرجعيتهم  التي تنير لهم الطريق , ينتظرون من السيد الكبير مقاماً وعلماً ان يكون له رأي و موقف من اتفاقية الصين وميناء الفاو الكبير يجب ان يكون واضحاً وهي التي لا تخاف في الله لومة لائم , الدعوة الى الاقتصاد الناجح هي فضيلة وتعتبر المرجعية الناطقة بالحق هي الفيصل بدل من هذا السكوت المخيف , والدين الذي لا ينفع الناس في الازمات بألتاكيد فهو يضر بسكوته , لان الدين معاملة ومعاناة الناس الحقيقية هي ليس مشيئة الله في النهاية , والآية (( أليس منكم رجل رشيد )) هي امتداداً الى الآية (( يعلمهم الكتاب والحكمة )) .

المصدر: بقلم / حسن يونس العقابي .

مقالات ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS