في الميزان .... الاتفاقية العراقية الصينية ؟

العراق والصين

في الميزان .... الاتفاقية العراقية الصينية ؟

حسين يونس العقابي - تاريخ النشر : 2022-01-17 11:07:55

الارتقاء يكون من خلال العمل , عندما تريد ان تنهض لا بد من خارطة طريق , بدل حالة التذمر السلبي , يبدأ بالتخطيط الفكري الحقيقي في جميع مجالات العمل النهضوي , وعمود ذلك يعتمد على خطوات الاقتصاد الصحيح , وخير مثال ايجابي،هي دولة الصين الشعبية , التي تتكون من 56 قومية , وعشرات الاديان , ومواطنيها مليار و 300 مليون نسمة , ومع هذا الكل هويته الوطنية هو الاقتصاد الذي يوحد الجميع بالمصير المشترك , لأنه فوق القومية والديانة . في بدايات سبعينيات القرن الماضي , وضعت الصين خارطة طريق للنهوض بالواقع المتردي من خلال زعماء (الحزب الشيوعي الصيني) الوطنيين , اصحاب القرارات الجريئة والفعالة لأن من مهمات العمل السياسي هي البحث عن حلول لمعاناة الشعب , وآخر الزعماء الوطنيين الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي غير مسار بلده عندما بدأ في عام 2013 بالتحرك الفعلي صوب 126 دولة في مشروع الحزام وطريق الحرير التجاري  الذي يعتبر طريق التعاون الدولي من اجل مصلحة الشعوب والبعض يسمية الغزو الاقتصادي الناعم مع دول الحزام والطريق وأكيدا هو ضربة كبيرة الى القطب الاول اقتصادياً (الولايات المتحدة الامريكية) فعملت بالخفاء على تدمير المشروع واضطرت الى الكشف عن حربها ضد خارطة طريق الحرير , لذا يجب معرفة كيف يفكر العدو كي تتجنب المعوقات التي سيضعها لك في طريقك و العمل على تجاوز ذلك بخطط بديلة مثل ما فعلت الصين تريد الخروج من عنق الزجاجة (مضيق ملقا) التي تتحكم به امريكا , اما بنسبة الى دولة العراق فلا نجد التخطيط الفكري في مجال الاقتصاد , ويكاد ان يكون معدوما بسبب كثرة المتحكمين بالقرار السياسي والاقتصادي في البلد والمثل الشعبي القائل : ( السفينة إذا كثرت ملاليحهه تغرك ) , وكذلك ايضاً الاملاءات الخارجية وخصوصاً من الدول المتضررة من ان يكون البلد ممراً و مركزاً في التجارة العالمية , ان رفض اتفاق الصين وعمل الشركات الصينية التي تريد تنفيذ المشاريع بأوقات قياسية وبتكلفة منخفضة نسبياً وبكفاءة عالية وهي المفتاح للخروج من جميع الأزمات والمشاكل المستعصية في العراق , تضع الف علامة استفهام إن من يدعي أن الشركة الكورية تعمل بدل الشركات الصينية فهو واهم , لأن الشركة الكورية ما هي الا تمويه لمنع اتفاق الصين والعراق كما أن اكبر موانئ في العالم هي من تنفيذ الشركات الصينية , لماذا اذن تتفق حكومة الكاظمي مع شركة (دايو) الكورية علما تقدمت الشركتان الصينية والكورية الى عقد مشروع منياء الفاو الكبير فكان عطاء الصين ملياران ومائة وستون مليون دولار بينما كان عطاء كورية ملياران وستمائة وخمسة وعشرون مليون دولار الفرق اربعمائة وخمسة وستون مليون دولار , لماذا اختارت حكومة الكاظمي دايو وهي اعلى تكلفة ودفع الاموال مباشرة عكس الصينية بالأجل , كان السبب واهناً وعذراً قبيحاً من قبل الحكومة الكاظمية واستغفال جميع الكتل الخانعة , إن رؤية أئتلاف الشركات الصينية لمنياء الفاو الكبير ببنائه وتشغيله كأحد الحلول الاستراتيجية لتوفير دعم لتنشيط الحركة الاقتصادية والمالية للدولة العراقية وتنويع مصادر الدخل للفرد , لانها تبني اقتصاداً متكاملاً ليحرك عجلة الانتاج الصناعي والزراعي وتكافح آفة الفساد وذلك من خلال تمويل الشركات الصينية بالنفط مقابل الاعمار والتي سوف تعمل لبناء المجمعات السكنية وكل ما يتعلق بالبنى التحتية والطاقة والمياه والتعليم والبحث العلمي والاسكان والموانئ و المطارات وسكك الحديد وتشغيل جميع المصانع المتوقفة وذلك من حساب مائة الف برميل يومياً من النفط العراقي الذي يساهم به بنسبة 15% المخصصة بتنفيذ المشاريع العراقية ام الاموال 85% ستدفع من البنوك الصينية التي سوف تدخل العراق وهي الاموال المخصصة لدفع مرتبات العاملين في المشروع من العراقيين وايضا شراء المواد من الاسواق المحلية وتنفيذ عمليات الصيانة داخل العراق من قبل شركات ثانوية وان إعادة بناء البنى التحتية من شبكات المياه والري وبناء طرق ولا ننسى مشروع الحزام الاخضر العراقي , كل ذلك كان موجوداً ضمن ورقتكم البيضاء الاصلاحية التي لم ترى النور الا في مخيلتكم الواهمة نحن ابناء الرافدين الغيارى سوف لا نسكت عن ضياع مستقبل الاجيال حتى وان اضطرارنا الى ان نموت في سبيل ذلك وكل شرفاء البلد مشاريع استشهاد من اجل ان ينعم العراقيون بالخير وهذه هي الغيرة العراقية الحقيقية ضد كل من يتصنع الوطنية الزائفة باسم الدين تارة وباسم الوطنية تارة اخرى , إذا الشعب يوما أراد الحياة  فلابد أن يستجيب القدر وقدر العراقيين اتفاق الصين ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر والقيد هم اعوان وذيول امريكا السياسيون الذين  يمنعون الخير ان يعم الجميع . إن من لا يعمل من اجل العراق فهو أكيدا خائن ومن لا يعمل من اجل اتفاقية الصين فهو خائن بالتأكيد ايضاً وان كان يدعي الاصلاح والوطنية و"الخيورية" لانه يقف بالضد بحجج واهية وذرائع لا تمر الا على الحمقى والذين يمنعونها هم المرتشون امثال وزير النقل ورئيس الموانئ ومن خلفهم من الاحزاب والتيارات السياسية و هم سبب دمر البلد وعلامة على انهم هم الفاسدين الذين  يمنعون العراق الدولة المحورية ان تلتحق بالدول التي تبحث عن مصالح شعوبها في الحزام وطريق الحرير , وفي النهاية التفاهة سلوك مسؤول يصدر من الشخص الذي لا يدرك الحقيقة او يتغافل عنها و الحل الوحيد هي ثورة اعلامية حقيقية من جميع الشرفاء ضد الفساد والفاسدين والتافهين وبعض الاعلامين الذين يطبلون من اجل الدولار امثال (نبيل جاسم , عدنان الطائي , نجم الربيعي ) , الذين ابتلي بهم العراقيون بعد التغيير ومن اجل الخروج من ازمة الفقر والبطالة , يجب عدم  التسويف بشأن إكمال بناء ميناء الفاو ومن يتجاهل اتفاق الصين فهو احمق بإمتياز وله مآرب اخرى و سينتقم الله من الظالمين الذين يمنعون تبادل المنفعة والكسب المشترك والكل أكيد رابح مع الصين في التنمية المستدامة .



 

المصدر: حسين يونس العقابي

مقالات ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS