هل استعادت القضية الفلسطينية مكانتهــا ؟

القضية الفلسطينية

هل استعادت القضية الفلسطينية مكانتهــا ؟

الكاتب محمود سعد - تاريخ النشر : 2021-05-20 18:43:20

كشفت هذه الجولة من الصراع فشلَ الكيان  الصهيوني في دفع القضية الفلسطينية نحو غياهب النسيان.



وإذا كان قد انتصر في معظم مواجهاته مع النظام الرسمي العربي، إلا أنه، في المقابل، أخفق في تحقيق السلم الأهلي والاجتماعي للمستوطنين الذين استقدمهم من مختلف بقاع العالم، فبنيته العنصرية لا تتحمّل سلاماً حقيقياً يعيد للفلسطينيين بعض حقوقهم المسلوبة.



ولذلك رفض، ولا يزال، مختلف مبادرات التسوية التي قُدّمت على أساس حل الدولتين، لأنه يدرك أن للصراع واجهاتٍ ديمغرافية وثقافية لن يكون في وسعه إدارتها على المدى البعيد، في حالة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدوده.



ولعل أبرز ما في هذه الجولة خسارة إسرائيل معركة الرأي العام الدولي أمام موجة التعاطف العربي والدولي مع الفلسطينيين، فقد قوبلت مجازرها الوحشية بحق المدنيين العزّل في غزة بتنديد شعبي واسع.



وفي الوقت ذاته، كشفت الأحداث مرة أخرى نفاقَ الدول الغربية الكبرى وانحيازها المكشوف إلى الرواية الإسرائيلية. وهو أمرٌ كان متوقعاً بسبب الدور التاريخي المعلوم لهذه الدول في بناء المشروع الصهيوني ورعايته. وما إخفاقُ مجلس الأمن الدولي في إصدار بيان أو قرار حتى كتابة هذه السطور إلا دليل على هذا الانحياز الذي يستمر في تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.



في ذلك كله تستجدُّ الحاجة إلى قيادة فلسطينية جديدة تُنهي الانقسام، وتقطع مع البؤس السياسي الذي أصبح عليه طيفٌ واسعٌ من النخب الفلسطينية؛ قيادة بشرعية سياسية جديدة، تستوعب المتغيرات الحاصلة على الساحة الفلسطينية والإقليمية والدولية، وتعيد قراءة ميزانِ القوى وتركيبة الرأي العام الدولي، ضمن برنامج وطني جامع يُعيد بناءَ المشروع الوطني الفلسطيني، بالتوازي مع فتح جبهاتٍ قانونيةٍ وإعلاميةٍ وثقافيةٍ تعيد موضعة القضية الفلسطينية في عالم اليوم، وهو ما يتطلب أداءً نوعياً متواصلاً من خلال شبكاتٍ أهليةٍ تستثمر جيداً الوجود الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم.



فاجأت هذه الجولة الكيان الصهيوني والقوى الدولية والإقليمية، وخلطت الأوراق، واستعادت القضية الفلسطينية مكانتها في الوجدان الشعبي العربي.



وتجد الأنظمة العربية المطبِّعةُ مع إسرائيل نفسها في موقفٍ حرج بسبب تقديراتها الخاطئة، ولعل ذلك ما يفسّر الارتباك الواضح في عواصمها، التي قد ينتظر ''بعضها" بفارغ الصبر أن تحسم إسرائيل هذه الجولة ليكون في وسعها، مجدّداً، المساومة على الحقوق الفلسطينية.

المصدر: محمود سعد

مقالات ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS